Sunday, December 23, 2007

قنديل الزيت
ضوء القنديل باهت
أكاد لا أرى يديّ
خيط و إبرة
أحاول رتق ما تبقى من ثيابك لدي
علك ترتديها بعد عودتك
أو بعد ميلادك الجديد
خيط و إبرة
و قنديل بضوء باهت
...................................
الإبرة و الخيط
حبيبان يليتقيان عند نقطة
تشعر بانسجامهما
ليتجلى أمامك ثوبا
أو قميصا
يعيدك إليّ
يعيدك للحظة
ما أنت ببعيد عنها
ما أنت بقريب منها
أنت كما أنت
دائما بالوسط
..................................
رأيتك قادما مع طيور السنونو
وافدا من بين ورق اللوز
زهر اللوز
المشبع بالطل
أغمضت عيني لأحجب الناس عن مرآك
و تدافعت لأغلق قلبي عليك
لتضحي سجيني للأبد
............................
غرزت الإبرة في يدي
و الخيط مر فيها مسالما
و ثوبك الممزق
سقط مع كل الرموز
و ببساطة رحل
لم أخرجها
و لن أخرجها
لعلها بانسجامها و حبيبها
تنسج ودا
و حبا
علها
تنسج شجر اللوز
زهر اللوز
و تشبعه بالطل
..............................
أسندت رأسي إلى وسادة
مظلمة حالكة السواد
و دمي الذي سال و دمعي
بلل الفؤاد حقدا
و فراق
ما الذي أحاول رتقه؟
ما الذي أحاول إعادته؟
لي الله
و لك الحب كل الحب
و الفراق
...............................
إهداء إلى حبيبة فقدت حبيبا
إهداء لكل شهيد و زوجة
إهداء لكل من يحلم بحب يمر بين أوراق اللوز
ناجيا من زخات النار
لكل من حاولت رتق ثوب مزقته البندقية
لكل رجل...رجل
لكم
تهاويت على فراشي
أغمضت عيناي قليلا....
أتراه يذكرني
أتراه يكلمني؟
أيعود يوما إلي؟؟؟
أين أنت؟
بل من أنت؟
...........................
صور تغتال صورا
و ذكريات تتلاحق
هنا وقف
هنا شرب
هنا نام
هنا قصف
هنا داس و التقف
بيديه حبي
هنا بالعشق هام
خيوط سود تلاحقني
و حزني آه منه حزني
أيعود؟
أيعود يوما إلي؟؟
.........................
حيطان البيت قد اشتكت
و الصور عليها قد بكت
و عيوني لا زالت ترثيني
هنا علق ثوبه
و هنا كلمني لآخر مرة
هنا بكيته
و هنا احتضنته
يا إلهي
مالي سواك فارحمني
إلهي
أعده إلي لحظة
لأخبره أنني أحبه للمرة الأخيرة
إلهي ما لي سواك أنجدني
....................................
أناجيه ليلا
أحدثه أحاديثنا المعتادة
أخبره عن البلبل الحائر
عن بلبل مات برحيله
عن ثوبه الذي تمزق
أحدثه عن حنيني
كم أشتاق إليه
كم أفتقده
أناجيه ليلا
فتارة أبكي
و تارة أضحك
ابتسامة الرضى تغزوني
و تذبل مع دمعي الأحمق
.............................
قد رحلت ولن تعود
وأنا أعي ذلك حقا
لكنك هنا
تبيت معي
تعيش معي كل لحظات حياتي
و في كل هنيهة
أحبك أكثر
أفتقدك أكثر
و أبكي أكثر
......................
بندقيتك لا زالت معي
أمسحها و أنظفها كل صباح
تماما كما كنا نفعل
و أضحك و أضحك حتى تغرقني الدموع
فأشكو لها بعدك
أشكو لها ناري منك
فتشكوني إليك
حبيبي
حبيبي و يا لها من كلمة عشقتها بعد رحيلك
عد
عد للحظة لهنيهة
لأضمك
وأنوح على ساعديك
لأكبر فيك ولا أحزن
و لا أحزن
.....................
غادرت الفراش مثقلة بالهم
و دمعي النازح يقتلني
برحيلك قتلت فرحي
و أطفأت شموعي
برحيلك يا الغالي
بات ليلي نهار
و نهار نار
فإن كنت قد أحببتني يوما
عد إلي
عد إلي و دعني أطمئن للمرة الأخيرة
عد يا غالي
عد
أتتركني و تموت؟
أكنت هينة عليك ؟؟
استهونت حزني عليك؟
أستهترت بحبي؟
عد يالغالي عد
يا ليتك تعود
يا ليتك تقدر أن تعود!!!
.............................

جهاد...
بل روح الروح
نور العين
نبض الفؤاد...جهاد
يا من اختصرت فيك عالمي
و بات خاتما و سوارا في معصمي...
و بطاقة مزركشة فيها اسمك...
مذيّل باسمي...
وداعا جهاد...وداعا
يا من عشقت حتى انتهت الذكريات
فتعاد لحظات و لحظات...
و تبدأ القصة من جديد...من أول حرف اسمك
إلى آخر كلمة قطرت من شفتك...
أقول بكل اخلاص و صدق...
جهاد...أحبك جهاد...
أحبك...
يا القاصي الداني...
القاسي الحاني...
يا عشقا استوطن ناري
و يا جرحا استوقد ثاري...
يا السالك درب الخالدين
تعال إلي...
و بجانبي تمدد
او انهض ... رتل كلمات ربي...
وأقم الصلاة ... العهد جدد...
و دعني أغفي عيناي على زندك
علك تبقى معي...علك تبقى معي...
علّ أجسادنا تتوحد...




*************************

جهاد اسم مستعار لكل شاب قدم دمه قبل حبه هدية لمحبوبته...
أحب أصدقائي _سامحهم الله_ أن يجعلوا من يوم ميلادي يوما لا ينسى...
جلست في سيارة إحداهن غمموا عيناي...و انطلقنا...
كنت أستشعر تمايل السيارة ...مطبات عديدة مررنا عليها...
و مضى الوقت بطيئا ثقيلا...
و أنا أسترحمهم ليفكوا قيدي...لكن عبثا كانت محاولاتي...
و أخيرا وقفنا...
المكان كان هادئا جدا...منعشا جدا...لكن أقلقني جدا...
((يارين ترحب بكم))
يارين!!!!.وقفنا...بل وقفت صامتة و قد أخرستني المفاجأة....
هذه يارين...
إذا هذه من وراء الحدود هي!!!!!
ما أعلم أيهما كان أسرع...نزف دمعي ام جرح فؤادي....
وطني...من وراء الحدود...بيني و بينه 3 أقدام و لا أستطيع العبور!!!
أحسست بجسدي يتداعى شيئا فشيئا...
و أحسست بمرارة في فمي...
أهذه هي هديتي أصدقائي؟!!!!!!
شكرا لكم....شكرا لكم أعزائي...
إنه يوم لا ينسى...حقا لا ينسى!!!


انتهى

قرّبيني منك...
و إلى صدرك ضميني...
امسحي بقبلاتك دموعي...
و بيديك تحسسي جبيبني...
استشعري خوفا من بين أضلعي
رعشة تعتريني...
أماه خائفة أنا أماه
أمسكي يدي...
طمئنيني...
أين أنا...
من هؤلاء؟؟؟
و ما هذه الأصوات أجيبيني...
أماه...خائفة أنا...
ما بالك صامتة باكية؟؟؟
انثري كلماتك...و غني لي...
نامي...نامي يا صغيري...
او...بالفرح عديني...
لكن لا تتركيني...
خائفة أنا يا أمي...لا تتركيني...
تعلمين كم يخيفني الظلام....
و كم يزيده وحشة أنيني...
أماه ...أهذه أشلائي؟؟؟
أهذه دمائي...
أماه لا تغمضي عيناي أرجوكي...
أماه...أماه...
لا تدعيهم يقتلوني...
أليسوا هؤلاء إخوتي...
فمن لي بعد...إن هم قتلوني؟؟؟



ليكون شعارنا...لا للحروب الأهلية
اليوم يعود ولدها...
وقفت تنتظره
تتأمله محمولا على الأكتاف
لا تمجيدا
لا تشجيعا...
بل شهيدا في كفن
قالوا قُتل
قتله غرباء يا أسفي من نفس الوطن...
**********************
طفلها الصغير قد كبر
و بات يتابع أخبار السياسة...
و بات يشارك في اعتصامات
مظاهرات...
و يهتف للساسة...
*********************
أواه كم لوّعها...
طفلها الذي كبر و رحل
أوّاه ما أصعبها...
مريرة تمر لحظات الصبر
عصيبة
كئيبة...
عينها التي باتت تأبى النوم...
عينها التي اكتفت من اللوم...
انحدرت منها قطرة حمراء داكنة اللون...
برعمها الذي كبر...
ذبل في أوان الزهور...
***********************
وضعوه عند قدميها...
نظرت إلى عينيه في شجن...
و رأت كلمات على الكفن...
قُتل...قُتل برصاص الفتن...


الاهداء...إلى كل من سقط برصاص غريب من نفس الوطن...
فلنجعل شعارنا...لا للحروب الأهليّة!!!
يما تعالي و اسمعي...
مرسال الهوى حامل خبر
ورقة انكتب عليها حكي
كلمة انسيني و ما في عذر...
قال ما طريقي هو طريقه
و ما هو حبيبي...و لا اني نصيبه...
********************
يما خلي الذكرى توقد لهيبي...
و خللي حنيني يجرّح قليبي...
يما وليفي ارتحل
غرب غاد خلف البحر...
و نسيني يما بين قلب و عقل غريبة
*******************
لا تجيبلي سيرته عاد...
و شيلي من عن الحيط الصوره...
و يا ريت تقدري تخلعيها من الفؤاد
تجتثيها من جذورا...
اه يمي لو اتريّح من تعذيبي...
*******************
احمليله غراضه...حرّقيها...
او اقولك...لعنده وديها...
و قوليله مين باع وليفه تاه
و مين هانت عليه العشرة ابد ننساه
ما اريده ابد بحياتي
لكن يما...اتركيلي منه ذكرى...
كلمة صورة او بسمه...
ولا تقوليله انو دموعي غرّقت كلماتي...
**********************


و من خلف الباب الحديدي الثقيل
تراءى لنا عرس الفتى الأشقر
فيا أم الشهيد زغردي
و نوحي ناعية سيف شرفنا الأبتر
و التفي أمتي سوادا أعظما
فهل بعد خسارة الكرامة خسارة أكبر؟
فوق يد الجلاد امتد ألف ظلام
و من خلف أسوار السجن حضر ألف كفن
فهل أرثيك سيدي ؟ و هل الرثاء يداوي الشجن؟
فأي غرور نعاني؟ أنستحق إنتماءً لهذا الوطن؟
أرثيك و ما يطاوعني قلبي
أن أفتش بين الكلام على كلام يثير الحزن
و ما حزننا إلا شهادة عجز و عجرفة و كبر
فيا جنازة تغادر باب السجن صباحا
علمينا كيف نحيل القيد مقلاعا و حجر
و كيف نسمع نداء جبروت و عز
و نحيل ظلام السجن نارا لهبا مستعر
علّنا نخرج من زنازين صنعناها بأنفسنا
علنا نكسر أصناما سئمنا عبادتها لا زالت تحاصرنا
نعاني ظلمها و لا زلنا نوفي لها بالنذر
علّها تعيد لنا كلمات من لغتنا سهوا قد أسقطت
كجهاد و كرامة و بندقية و رصاصة قد أطلقت
علنا نوفي بعهد قد قطعناه على أنفسنا
عهدا ربنا لن ننحني يوما أو ننكسر...

في رثاء الشهيد محمد صافي الأشقر
الذي استشهد في زنزانته إثر إعتداء الجنود الصهاينة عليه



توطئة:
لو دعيت يوما إلى زيارة الأسلاك الشائكة التي تفصلك عن موطنك
و كان بينك و بين الوصول لأرضك سلك حديديّ مهترئ
و لكنك تعلم أنه أرفع منك شأنا...
ما السؤال الذي سيطرأ على ذهنك؟
و ما الشعور الذي سيختلج في صدرك؟

******************

فكأنما كلّ الحجب عن عينيّ قد رفعت
و كل حنين الأرض استقر في دمي
يجتاحني...فيطالب باستعادة هوية ...
مني يوما قد أُسقطت

ها هي كل أرضي تمتد أمامي
بكل طهرها، و صدقها، و حزن صمتها
بكل أفراحها و أتراحها و آلام شعبها
بكل بقعة منها قد تضرجت بالدمّ
بكل قبر فيها قد احتواه قلب أمّ
تراءت لي ... بكل حنيني لها
و كل انتظارها...
و فوهات بنادق حراسها

قد أجبروني على الابتعاد
و جعلوا بيني و بينك سورا شائكاً
و رصاصةً في القلب قد أحالته كوم رماد...

فكأنما كل أشواقي استحالت خيمة تؤويني
ترفعني عاليا يملؤها الأمل
ثم تُدَكُّ حصونُها، فتُرديني
جسدا متهالكا قد ملَّ السقم
ثوبا ممزقا قد احترف الألم...
فأمسيتُ هالكا
و أصبحتُ هالكا...

فجئت إليكِ...
و ها أنا أقف بأسواركِ
لأسجل اعترافا ، برقيَّة اعتذار و ندم !
فأرجوكِ سامحيني...
فأنا الذي نصرتُكِ شعرا
أنا الذي تباكى على الأطلال دهرا
أنا ذاك الذي ليس يتقن إلا النواح
ذاك الذي أشبع الدنيا صراخا :
حي على الجهاد
حي على الفلاح
و لما يتقن بعد حمل السلاح !!!

قد جئت إليكِ...فإلى نفسي أعيديني
و علميني كيف أعيش بين جنباتكِ حرًّا
كيف أستجمع كلَّ حزني...فأشهره في وجه العدو حجرا
كيف أحيل منفاي وطنا و فخرا ؟!!!
علميني...
كيف رغم الأم ... أتفن فنَّ السرور؟
و كيف كل جنازة تضحي جسرا للعبور...نحو عالم حقا أجمل!!


علميني...
ثم سرًّا واعديني...
فهذا جسدي صرتي تملكيه
خذيه فاحتويه...
و عند هبوب العاصفة...
ابحثي عنه بين الأشلاء...فانتشليه
علَّك تجدين فيه بقية طهرٍ و عزَّة
علَّه يوما يستحق انتماءً إلى وطن...
ذاك الذي أسموه غزَّّة

انتهى




إنه العيد

أنهيت شراء حاجياتي من السوق ... أوووووف قد تأخرت ... و السماء تنذر بعاصفة قادمة !

سأوقف سيارة أجرة ...

- يا عم ........ حي السراي؟

- اتفضلي

- السلا ...مرحبا ! (لربما كان مسيحيا !! )

- أهلا ...

فتشت عن الصليب فلم أجده ... لكنني لمحت اسم السائق على لوحة القيادة

إلياس قاسم حميّة ...

مسيحي إذا لا ! حميّة عائلة سنية عريقة !

لربما سُمِي إلياس كوفاء بنذر ما ... فجارنا كان مسلما سنيا و لكن اسمه فيليب !

لا تستعجبوا إن كنت أتفحص هوية السائق ... ربما هو الفضول ...

أو ربما شيء آخر يختلج في صدري ...

في بلد قد استحال فيه كل شي سؤالا واحدا فقط ... ما هو مذهبك ؟!

يضحي تساؤلي طبيعيا جدا

استقرت نفسي لقرارها ... هو من أهل السنة و الجماعة ... نعم هو كذلك !

مددي يدي إلى جيبي ... أخرجت الف ليرة منها - و هي الأجرة المعهودة للتنقل داخل صيدا -

أخذها ممتنا ... و ابتسم ...فابتسمت

- بعد في 500 ليرة

- صحيح ... الأجرة الجديدة ... أعذرني نسيت

- لا ولا يهمك ... ما تآخذيني بس كله غلي...

- الغلا علينا و عليكن ... و هيدا حقكن ... البلد صاير نااار

ما وقفتش عليكن عم ...

و ما إن هممت أن أمدّ يدي لأعطيه ما تبقى من أجره ... حتى لمحت تميمة معلقة بالمرآة أمامه

كانت عبارة عن قلادة قد تدلّى من نهايتها ذو الفقار - سيف الإمام عليّ كرم الله وجهه الشريف

عندها فقط تيقنت ... أن السائق كان مسلما شيعيا

ابتسمت ابتسامة واسعة جدا ... و كتمت ضحكتي

و رغم أنه لا يعلم لماذا أضحك، ابتسم ابتسامة واسعة ثم ضحك

- يسلمو عم ... انا هون وصلت

- الله معك ...

ثم مضيت تحت المطر أفكر في تخميناتي و الواقع ...

فبعد البحث عن الصليب مطولا ... وجدت سيف الإمام علي

*************************************

تعقيب :

في بلد تشعبت طوائفه

و استفحلت الخلافات بينهم

يضحي ركوب سيارة تاكسي أو حتى المرور من منطقة ذات غالبية معينة ...

مغامرة تستحق التوثيق ...

قبل هذه الحادثة ... كنت أعتقد أنني لست من النوع الطائفي الذي يتعامل أولا مع مذهب

الإنسان لا إنسانيته ...

لكنني كنت مخطئة ....

************

تمت

18\12\2007