Sunday, December 23, 2007

إنه العيد

أنهيت شراء حاجياتي من السوق ... أوووووف قد تأخرت ... و السماء تنذر بعاصفة قادمة !

سأوقف سيارة أجرة ...

- يا عم ........ حي السراي؟

- اتفضلي

- السلا ...مرحبا ! (لربما كان مسيحيا !! )

- أهلا ...

فتشت عن الصليب فلم أجده ... لكنني لمحت اسم السائق على لوحة القيادة

إلياس قاسم حميّة ...

مسيحي إذا لا ! حميّة عائلة سنية عريقة !

لربما سُمِي إلياس كوفاء بنذر ما ... فجارنا كان مسلما سنيا و لكن اسمه فيليب !

لا تستعجبوا إن كنت أتفحص هوية السائق ... ربما هو الفضول ...

أو ربما شيء آخر يختلج في صدري ...

في بلد قد استحال فيه كل شي سؤالا واحدا فقط ... ما هو مذهبك ؟!

يضحي تساؤلي طبيعيا جدا

استقرت نفسي لقرارها ... هو من أهل السنة و الجماعة ... نعم هو كذلك !

مددي يدي إلى جيبي ... أخرجت الف ليرة منها - و هي الأجرة المعهودة للتنقل داخل صيدا -

أخذها ممتنا ... و ابتسم ...فابتسمت

- بعد في 500 ليرة

- صحيح ... الأجرة الجديدة ... أعذرني نسيت

- لا ولا يهمك ... ما تآخذيني بس كله غلي...

- الغلا علينا و عليكن ... و هيدا حقكن ... البلد صاير نااار

ما وقفتش عليكن عم ...

و ما إن هممت أن أمدّ يدي لأعطيه ما تبقى من أجره ... حتى لمحت تميمة معلقة بالمرآة أمامه

كانت عبارة عن قلادة قد تدلّى من نهايتها ذو الفقار - سيف الإمام عليّ كرم الله وجهه الشريف

عندها فقط تيقنت ... أن السائق كان مسلما شيعيا

ابتسمت ابتسامة واسعة جدا ... و كتمت ضحكتي

و رغم أنه لا يعلم لماذا أضحك، ابتسم ابتسامة واسعة ثم ضحك

- يسلمو عم ... انا هون وصلت

- الله معك ...

ثم مضيت تحت المطر أفكر في تخميناتي و الواقع ...

فبعد البحث عن الصليب مطولا ... وجدت سيف الإمام علي

*************************************

تعقيب :

في بلد تشعبت طوائفه

و استفحلت الخلافات بينهم

يضحي ركوب سيارة تاكسي أو حتى المرور من منطقة ذات غالبية معينة ...

مغامرة تستحق التوثيق ...

قبل هذه الحادثة ... كنت أعتقد أنني لست من النوع الطائفي الذي يتعامل أولا مع مذهب

الإنسان لا إنسانيته ...

لكنني كنت مخطئة ....

************

تمت

18\12\2007

No comments: